رموز وأعلام

الشيخ محمد نور محمد حمد “الرقيق”

محمد نور محمد حمد(الرقيق)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الحياة تمر لحظة بعد لحظة ، شخصيات توارت عنّا ، وشخصيات بعيدة تسعدنا معرفتها بكل ما هو جميل فيها ، وشخصيات ما زالت تسري بيننا نسأل الله لها الصحة والعافية.
إمتداداً لتعريف وتوثيق أعلام ورموز بلدنا الحبيب وكما تعوّدنا أن نقف من وقت لآخر عند شخصية من الشخصيات لربط الأجيال بعضها ببعض حتى نكون معا ملمين بكل ما يخص بلدنا وأهلنا ونتعرف علي من سبقونا بمجدهم وعلمهم وتاريخهم العريق، أقف اليوم عند شخصية كانت بيننا ما زالت معالمها ضاربة بالآصال في عمق تلك الأرض الرؤوم التي أحبها وعشقها ، ذاهبا وآيبا ما بين الشيخ الصديق والمدينة ، تتراءى له تلك الروابي ما بين البحر ودار جده الفكي عبدالله (أم كندوه) مهوى لفؤاده ووجهه لحب أرض قد أهوى ذرات رمالها ، تلك القفار والوديان طالما شق عبابها وسار بدروبها بجسده الأبنوسي النحيل راجلا أو راكبا مقصده معضله هناك ليمسك بخيوطها ساعه زمن ، أنيق مهندم عصاه لا تفارقه ومسبحته وذكره وتسبيحه وتهليله كما الرجل يمد رجلاه بالبحر ليشرب من فيض الحب من جمال الجلال الإلهي ، ذلكم الإنسان الملتزم بمبادئه الغيور على دينه ، جميل المحيا سمح الخصال طيب المعشر ورجل أمه ، ولد الشيخ محمد نور محمد حمد محمود بقرية ود زلم بالجزيره عام ١٩٣١ حيث تشرب منها المحنه والطيبة والحنية ، ثم ارتحل مع اسرته تاركا وراءه موطئ قدمه الأولى نحو أرض الصلاح والفلاح أرض التقى والنقاء حيث قرية المدينه احدي قرى الشيخ الصديق ، وهنالك خالجت روحه الحقيقة مع شيخنا الشيخ الطيب مونه والفكي موسى واحمد علي محمود حيث الصفاء والنقاء والذكر والتهليل وصلاة الفاتحه وحب الصوفيه وطريق الحق ، شب بين تلك الانفس الطيبة فخالطت روحه فلم يترك فرضا أو ينسى ورده يوما ، شب حيث الأصالة والمحبة وأواصر الرحم بين أقرانه من أبناء عمومته كأسرة واحدة ترسم معالم أطفالها منذ نعومة أظافرهم ، تشكل فيهم كل ما هو جميل من أخلاق وشيم فاضلة ، مجتمع مكون من أسرة واحدة أبناء رجل واحد ينشرون بينهم الحب والسلام ، سلام رجل أعطى كل ما لدية لتلك النفوس التواقة لحب الخير والفضيلة ، جدهم (محمود) وقد كان محمودا بين الناس وقد سميت البلده به وأرتبط أسمها بمدينة المحموداب ، تصاهرت تلك النفوس في محيط المجتمع من حولها فكانت وجه للكل ، بين تلك القيم تشبع شيخنا وتمرس وظهرت معالم شخصيته باكرا ولصعوبة الدراسة في ذلكم الوقت فقد درس الخلوه ككل الذين في جيله ، وجد حلاوة القرءان فتحلى لسانه بجمال اللغة العربية الفصحي فكان فصيح يجيد التحدث والخطابة ، ونهل من العلوم الدينه فكان شخصيه متفرده حيث تميزت شخصيته بالحكمه والدهاء والبلاغة والفصاحة وحسن الاخلاق فكان رجل ديمقراطي حتى مع اسرته فكان يحب لغة الحوار مع الصغير والكبير فيحترم رأي الجميع فكان ومنذ نشأته الاولى يحترمه الكل ، تقلد بعض المناصب بالمجتمع القبلي حيث القبيلة لها دور فعال فالمجتمع من حيث الإدارة الأهلية والمحكمة الاهلية التي كانت وما زالت منوط بها حل المشاكل والمنازعات سواءكانت فردية أو جماعية فإستطاع ان ينال ثقة الجميع فكان علم بارز ونجم ساطع حتى لدى المسؤولين حيث كانوا يشيرون له بالبنان ، فكان عضو محكمة الصوفي فكانت الحكمه والحنكه وسعة الصدر فكان رقم لا ثخطئه العين حل كثير من المشاكل برأيه الصائب وعقله الراجح فنال رضا الجميع لا يسئ لأحد يحترم رأي كل شخص ، ثم ترك العمل العام حينا من الدهر لينشغل بالتجارة حيث فتح محل تجاري بالشقيق وكانت ولازالت محطه تجارية وسطى بين منطقة بحر أبيض وبادية كردفان فكان نعم الرجل فاتحا بابه لكل من يعرفه ومن لا يعرفه وداره عامرة بالضيوف والأشخاص الذين ليس لديهم مأوي منتظرين شروق الشمس ليذهبوا للتسوق ، ثم كان عضو الاتحاد الاشتراكي إبان حكم الرئيس نميري حيث استغل هذا المنصب لخدمة اهله بكل تفاني ونكران ذات مع نفر كريم من اهل المنطقة فوضع حجر الأساس لمستشفى الشيخ الصديق فكانوا يتكبدون المشاق ووعورة الطريق في تلك الفتره عندما كان نظام الحكم فدرالي فكانت العاصمه ود مدني فتابع العمل حتي رأت النور وتم التصديق عليها ، ثم كان عضو محكمة الشيخ الصديق فكان صوت الحق وسيادت حكم القانون ، صديق مقرب جدا من العمده كرفين وتربطه به اواصر رحم حيث جدته هي مكه بنت موسى ود أبو الحسن وكان له مكانه لدى المسؤولين والمواطنين ، وكان صديق حميم للصادق المهدي ومقرب للدكتور عمر نور الدائم عندما كان وزيرا للمالية فكان الكل يرحب به ويفسح له المجال و صديق لمعاويه ابراهيم هباني وادريس هباني حيث دائما يعرض عليهم هموم وقضايا البلد ويتابعها وهذا قليل من كتير ، وكان متابع ومهتم بقضايا التعليم حيث كان يهتم بالمدارس وقضايا المعلمين فكانت الذكرى التي ما زالت حتى الان ثم شارك في انتخابات عهد نميري فكانت إرادته تكوين لجان تطوير القرى وهذا ان دل انما يدل علي حبه واخلاصه لبلده واهله ، كانت أخر أيامه يذكر الصلاة كثيرا وأحيانا يذكر بأنه لم يقل أذكاره المعتاده يوميا ، تلهث روحه بقول الحق وهو بالحق أعلم ، رحل عنا وترك خلفه سيره عطره مطرزة بالكرم والشهامة والنخوة وآصالة الرجل المؤمن الحق ، وهذا غيض من فيض من كتاب مفتوح بكل المعاني السامية ، وقد تزوج من بنت عمه رجل الأعمال في ذلك الوقت احمد علي محمود ( زينب) وله عدد من الأبناء والبنات منهم الغالي واحمد والحافظ ، ولظروف الحياة انتقلت الاسره الي القطينه وظل من هناك يسأل عن حال الناس والبلد وما زالت روحه معلقه بالمنطقة التي تشربت روحه هواها وصارت معالمها كتلوج مرسوم على عينيه يغمضهما فيتذكرها ويرسل العبرات شذرا والشوق فوق ذلك بجانبيه ينبض بها. وبرحيله انطوت صفحه مليئة وحافله باسمى معاني الانسانيه والنضال من اجل الاخرين فلبى ندا ربه يوم العاشر من شهر يونيو للعام ٢٠٢١م له الرحمه والمغفره ابو الغالي وأحمد والحافظ بقدر ما قدم وحسن اوليك رفيقا ، اللهم أرحم من بقت حياتهم تنبض في ذاكرتنا وخلت أماكنهم بيننا وأختفت أصواتهم عن مسامعنا وأجعل لقاءنا الطويل الفردوس الأعلى ي كريم .

توثيق ~ يحيى موسى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى