رموز وأعلام

الاستاذ/ أحمد أبو الحسن محمد أبو الحسن

أبناء منطقة الشيخ الصديق ود بساطي
السلام عليكم ورحمة وبركاته
‌ضيف اليوم يعد من الرعيل الأول والأساتذة الاجلاء بالمنطقة، له إسهامات بارزة في المنطقة ما زالت باقية على أرض الواقع رغم مرور عقود من الزمان ، مدونة في كتابه القيم (قبيلة العرماب الإنتماء والتاريخ)والذي بدأه بما قام به من خدمات للمنطقة تعليمية وصحية ودينية من بعد توفيق رب العالمين، مستفيدا من مكانته الوظيفية في الدوله فيا لها من إنجازات يجهلها الكثير منا.
تحصلت علي الكتاب من أسرته الكريمة عبر أبنائه الأخوين صديق و محمد جزاهم الله خير.
ومما جاء في الكتاب التسلسل الدقيق لنسب القبيلة من ناحية الأب ومن ناحية الأم،ثم عرج علي نشأة القبيلة علي تأسيس الخلاوي لتدريس القرآن وعلومه وذكر علماء وزعماء القبيلة المشهورين وعلاقتهم بالقبائل الأخري.
ثم أعطي توصيفاً دقيقاً للمنطقة وتاريخها ونشاط أهلها في الزراعة والرعي وقد قام بتوثيق الآلات الزراعية المحلية المستخدمة ووضع لها رسوماً توضيحية بأسمائها ليستفيد منها النشء. ونوصي بأن يرجع القارئ إلي هذا الكتاب القيم عن المنطقة ففيه معلومات قيمه لا يتسع المجال لذكرها.
* ‌فعندما كان الاستاذ احمد ابو الحسن ببخت الرضا بالدويم ذكر في كتابه بأنه تم تعينه نائبا لرئيس لجنة التعليم بالمجلس ، فهنا وجد فرصته لكي يقدم ما يمكن من خدمات لمنطقته فكانت المدرسة الإبتدائية بنين وكانت المتوسطة بنين وكانت الشفخانة وكذلك المسجد العتيق.
_وقتها كانت الحدود من ود نمر جنوباً إلى حدود جبل أولياء شمالاً لا توجد بها أي مدرسة للبنين ولا للبنات حتى ولا نصفيه ، كما لا توجد شفخانة حتى ولا نقطة غيار مما يجعل المواطنين يذهبون بمرضاهم الى العاصمة رغم قلة العربات ووعورة الطريق لذا تقدم للمجلس بطلب لتصديق :
١/ مدرسة أولية للمنطقة.
٢/شفخانة للمنطقه.
وطلب بأن يعطى هذا الأمر الأولية اذ أن المنطقة تدفع للدولة ضرائب وعشور وقطعان وغيرها ولم تعد إليها اي خدمات مقابل ما تدفع من مال.
قدم طلباته أعلاه في أيام الإستعمار فمن الصعب تقديم الطلب في ذاك الوقت إذ كانت تتحكم المحسوبيات والوساطات مع كثرة الطلبات وضيق الفرص وخاصة التعليم الذي لا يريده المستعمر للمواطنين حتى يحكم طويلا.
_عند تقديم الطلب للمدرسة وجد منطقة الشيخ الصديق موضوعة في المرحلة التاسعة اي بعد قيام ثمان مدارس بالمجلس، ولكنه بقوته وبالمنطق والحجه التي سردها وقتها على المجلس اقترح السيد الناظر إدريس هباني التصويت على وضع مدرسة الشيخ الصديق في المرتبة الأولى بدل التاسعة ففازت الشيخ الصديق بالمرتبة الأولى بدل التاسعة(ولك أن تتخيل حجم الفرحة له ولأهل المنطقة في تلك اللحظات).
في الإجتماع التالي لاجتماع تصديق المدرسة تقدم بطلب الشفخانة في وقت صدقت فيه شفخانة واحدة للدويم الأمر الذي جعل المسؤولين في حيرة متسائلين أي المناطق تستحق هذه الشفخانة؟ قدم طلبه المتضمن الحجج باستحقاقها لمنطقة الشيخ الصديق، اقترح رئيس المجلس مره اخري التصويت بالمجلس ففازت الشيخ الصديق ب ١٤ صوت من ١٧ صوت كل هذا كان في الفترة من ١٩٥٠_١٩٥٣م مما جعل أعضاء المجلس يباركون للأستاذ احمد ابو الحسن ويقول لهم المثل السوداني (الجيعان ما ببرد الحارة).
وبعد التصديق قام المجلس ببناء المدرسة بداخلياتها ومرافقها، والشفخانة بمرافقها (الان هى مبنى الشرطة الحالي)كل هذه المباني كان تكلفتها ٦٥٠٠٠ (خمسة وستون الف جنيه)حسب بيان المشرفين على العمل، وقد اشتهر الأستاذ احمد ابو الحسن بتدوين مذكراته وأعماله مرتبه وإلا ما وجدنا هذه الأرقام وهذه المعلومات القيمة حتى تاريخه.
وبعد اكتمال المدرسة كونت لجنة من الأهل وجاء مندوب مكتب التعليم من الدويم وحضر الطلاب وأولياء أمورهم وتم الآتي بعد التصفية:
٥٣ تلميذا فوق السن القانونية.
٥٧ تلميذا أصغر من السن القانونية .
١٢٩ تلميذا في السن القانونية والتي تجرى بينهم القرعة.
الجملة ٢٣٩ تلميذا.
_تم قبول ٥٤ تلميذا في الصف الأول و٧٥ يتنافسون في العام القادم ،تم ذلك عام ١٩٥٥م.
*طلب من قاضي محكمة الدويم الشرعية الشيخ يوسف ابراهيم النور التصديق بجمع التبرعات للمسجد وكذلك مع مساعي الاستاذ الحاج ابو الحسن ومولانا صديق ابو الحسن أثمرت المسجد الحالي (مسجد الشيخ الصديق العتيق)
* في عام ١٩٧٥ عندما كان مسؤولاً عن شئون التعليم النيل الابيض بالدويم كانت تتكرر عليه مأساة طلبة الشيخ الصديق الابتدائيه الذين امتحنوا للشهادة الابتدائية وتقدموا للقبول بالمرحلة المتوسطة بالدويم أو القطينة يركب الطلبة اللوري إلى لجنة القبول بالدويم ويعود العدد كاملاً لعدم قبول أحد منهم بحجة ضيق الفرص في المنافسة ، جلس مع باشمفتش تعليم الدويم وناقشا إمكانية قيام المدرسة المتوسطة بالشيخ الصديق بعد توفير كل الشروط بما فيها كتب الأستاذ احمد ابو الحسن تنازلا عن منزله بالشيخ الصديق ليسكن به مدير المدرسة المتوسطة فتم تصديق وبناء المدرسة المتوسطة معها معملا وبني بيتا لمدير المتوسطة.
_أما مدرسة البنات الابتدائية يرجع الفضل فيها من بعد رب العالمين إلى الأستاذ الطاهر إبراهيم عثمان رحمهما الله جميعا والذي قام بتصديقها بعد أن اخلى منزله الذي كان يسكن فيه مع أولاده ويفتحه مدرسة للبنات.
إنه الاستاذ احمد ابو الحسن رحمه الله
* الإسم:أحمد أبو الحسن محمد أبو الحسن .
*محل الميلاد: قويز أبو الحسن-غربي النيل الأبيض عام ١٩٢٣م .
* أخذ القرآن الكريم على يد والده أيام كان يدرس العلم بكردفان في بادية الكواهلة والكبابيش ، ومركز بارا.
بعد ذلك التحق بالمعهد العلمي بأم درمان،بالقسم النظامي وتدرج في مراحله من السنة الأولى،وحتى السنة الثانية عشرة،وهي اخر مراحله،حيث نال الشهادة العالمية عام ١٩٤٥م.
*ثم التحق بالمعاهد العلمية التابعة للمعهد العلمي معلما: بالدلنج ،المسلمية،وعبدالجليل،وفي عام ١٩٤٨م التحق بوزارة المعارف مدرسا بالمدارس الوسطى،وبعد فترة قصيرة التحق بكلية المعلمين الوسطى ببخت الرضا،ضمن الدفعة الأولى المختارة لكلية تدريب المعلمين لمدة سنتين:١٩٤٩م_١٩٥٠م ضمن ٤١ معلما.
*وفي العام ١٩٥١م بعد نيل الشهادة فيها نقل إلى المدرسة الريفية بالدويم حتى أوائل عام ١٩٥٣م.
* تعاون مع البروفسير عبدالله الطيب العالم المشهور، على وضع منهج اللغه العربية قسم المطالعة ، والمحفوظات لطلبة المرحلة الوسطى في مدة عام دراسي كامل.
*في عام ١٩٥٣ م نقل إلى مدرسة ام درمان الصناعية الوسطى، وفي عام ١٩٥٥ م نقل إلى معهد التربية الدلنج معلما ومدربا بقسم معلمي المرحلة الإبتدائية،في مادتي التربية الإسلامية واللغه العربية لمدة ست سنوات.
*ثم معهد التربية شندي وعمل به لمدة سنتين.
*بعد ذلك عين في الجانب الإداري حيث عمل مديرا بالمدارس المتوسطة ،خشم القربة،أبو عشر وحي العرب بأم درمان.
*وفي عام ١٩٧١م تم نقله إلى مكتب تعليم الخرطوم موجهاً فنياً بالمرحلة المتوسطة،ثم إلى رئاسة وزارة التربية والتعليم،لمتابعة التوجيه الفني على نطاق القطر كله لمدة خمس سنوات دراسة وتوجيها، وكتابة تقارير عن سير العمل بالمديريات .
*ثم نقل عام ١٩٧٥م إلى تعليم مديرية النيل الأبيض للقيام بالتوجيه الفني للمدارس المتوسطة بكل المديرية.
*بعد ذلك نقل إلى مكتب تعليم الخرطوم في نفس المهمة حتى تقاعد اختياريا عام ١٩٨٠م.
* تعاقد مع المملكة العربية السعودية مدرسا للتربية الإسلامية بمدارسها لست سنوات.
*كان رجلاً ورعاً تقياً وكان يمارس الدعوة عن طريق السلوك والقدوة بالعمل.فعندما كان في أبي عشر أقام وليمة (سماية) في منزله وكعادة السودانيين عندما تنتهي المناسبة يتم إرجاع الأواني إلي أهلها وعندما وجد ملعقة صغيرة أخذها وقال أرجعوها إلي أهلها لأن الله سيحاسبنا عليها.
وله مقولة مشهورة وهي أنه منذ أن خلقه الله لم يبيت ليلة وفي قلبه شئ علي مسلم،وله صداقات يعتز بها مثل صداقته مع أحمد محمد داؤد(إبن عمه) وغيره.وهو من الأساتذة الذين يتركون أثراً طيباً في نفوس طلابهم لدرجة أن أحد طلابه في مدرسة أبي عشر قال: لو كان الأمر بيدي لأدخلت الكهرباء إلي الشيخ الصديق وقتها إكراماً لهذا العالم الجليل.
له هوايات أهمها زراعة الأشجار المثمرة والخضروات وتربية الأبقار، ومن أحب الوجبات إلي نفسه الأرز.

 

_زوجته آمنة بت الشيخ كمال الدين الشيخ محمدنور الشيخ الصديق.
_أبناءه الصديق ومحمد وله عدد من البنات ربنا يحفظهم جميعا. من أحفاده مولانا طارق محمدزين بابوظبي
وهشام محمد زين بقطر ووايل احمد عبد الرسول.
_اصهارة المرحوم الحاج ابوالحسن َومحمد زين عطية والباقر الشيخ الطيب وأخيه مصطفى الشيخ الطيب واحمد عبدالرسول ووليد المبارك.
وعذراً على التأخير في إضافة المعلومة وشاكر لكم جميعا على المرور والاطلاع

* توفي الى رحمة مولاه يوم الخميس ١٠ ربيع الاخر ١٤٣٩ ه‍ الموافق ٢٠١٧/١٢/٢٨ م.
نسأل الله له الرحمه والمغفره بقدر ما قدم واعطى وان يبارك له في ذريته وأهله.
ختاماً استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه وتصوموا وتفطروا على خير.

توثيق~ يحيى موسى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى